Extrait:
...
من زاوية خاصة جدا يعرض الكاتب هرفي كيمف لقضية البيئة, وتلك الأزمات التي تفرزها معها في ارجاء العالم كله.
غلاف الكتاب إذ أنه لا يتناول الأزمة البيئية من ذلك المنظور المباشر الضيق الذي درجنا علي تناوله, بل إنه يربطها بالأزمة الاجتماعية المتداخلة معها.. فكلاهما علي حد كلماته( الأزمة البيئية والاجتماعية) وثيقتا الصلة..
فالأثرياء كما يؤكد كيمف هم الذين يهددون الكوكب, إذ ان السباق المحموم في الانفاق والترفيه الذي لا يتوقف لديهم عند حد معين أصبح مثل( الآلة الجهنمية) التي تلتهم معها مجهود البشر وراحتهم كما تلتهم معها أيضا الموارد الطبيعية.
فالرأسمالية التي تتبني فكرة الزيادة المستمرة في( الأرباح) لا يمكن أن تتم إلا بزيادة مستمرة في( الاستهلاك) ومن ثم زيادة في( الانتاج).. وهذه الزيادة الانتاجية تفرض معها( استنفادا) متصاعدا لموارد الطبيعة.
وعبر ستة فصول كاملة يعرض الكاتب لقضية الأزمة البيئية متناولا أبعادها ومفندا مجالات العدوان علي الطبيعة عبر لغة علمية سهلة وبسيطة مزودة بالأرقام والاحصاءات التي تعضد فكرته ورؤيته التي يتبناها.
وعلي صعيد آخر يدين الكاتب النظام السياسي الحالي الذي يضطر من أجل المحافظة علي مصالح الاثرياء الي التخلي عن وعود الديمقراطية ومبادئ الحرية الفردية والعدالة الاجتماعية التي رفعها يوما كشعارات, ثم مالبث ان تخلي عنها راصدا الأساليب والتطبيقات التكنولوجية المختلفة التي يستفيد منها.
قدم للكتاب وقام بترجمته الي العربية الدكتور أنور مغيث.
صادر عن المركز القومي للترجمة
et plus avec:
Source : Cet article a été publié dans Le Monde daté du 23 février 2011.
Lire aussi : En Tunisie, il faut encore vaincre l’oligarchie financière.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Que pensez-vous de l'article?